mercredi 28 février 2007

نحو ميثاق نقابي



نحو بلورة ميثاق نقابي

ما الحاجة لذلك؟

إنّ بلورة ميثاق نقابي تعدّ بحد ذاتها مهمّة نقابية على غاية من الأهمية، ومن ضمن الأهداف الأساسية لهذه الممارسة النقابية: توحيد جهود كل"المستائين" من الممارسات اللانقابية للنقابة العامة للتعليم الثانوي. وهذا يعني أن يصبح هذا الميثاق خطوة على طريق القطع مع ممارسات لا تمتّ بصلة لأساليب العمل النقابي المدني.

فالنقابة العامة الحالية تستمدّ قوّتها من كونها جهازا إداريا يوظّف ما يسمّيه "إنجازات" و بعض الأحداث اليوميّة للظهور بمظهر المدافع عن مصالح قطاع التعليم الثانوي. فهذه النقابة لا تستمدّ قوّتها من قدرتها على تمثيل المنخرطين و من قدرتها على تعبئة هؤلاء المنخرطين حول مهمات واضحة و بأساليب مدنيّة معاصرة، فسلاحها المغالطة عبر موالين لا يفقهون شيئا في الحقل النقابي وذلك مقابل خدمات بائسة تقدّمها لهم مقابل مقايضات على حساب مصالح القطاع ، بل كل قوّتها تكمن في عقد صفقات و عمليات ابتزاز و مغالطة هنا و هناك، وكانت النتيجة عملية تصحير للحقل النقابي، فقد عمل هؤلاء الموالين في أغلب الجهات على مضايقة كل العناصر النقابية التي تختلف مع المنهج اللانقابي للنقابة العامة باستعمال سلطة الإشراف.

فإذا أراد "المستاءون" القطع مع هذا الفهم اللاّنقابي فذلك يستدعي كذلك القطع مع العمل بنفس أساليب هذه النقابة و نعني بذلك العمل على توحيد عمل هؤلاء"المستاءين" عبر وثيقة تحدّد أهدافهم و طرق عملهم ويتمّ ذلك عبر طرح هذه المسائل على بساط البحث. أما أن يقتصر العمل على معارضة هذا الإجراء وعلى بعض المشاكسات(...) فإنّ هذه الطرق في التصدي للنهج اللاّنقابي ستكون لصالحه.

كيف يمكن ذلك؟
لنر الطريقة التي تعاطت معها النقابة العامة أو بشكل أدقّ الكاتب العام للنقابة العامة -اعتبارا أنه في هذا النهج النقابي المتخلّف يعتبر الكاتب العام هو النقابة العامة- مع هؤلاء" المستائين".
فإثر معارضتهم لما سمي اتّفاق قطاع التعليم الثانوي، و ذلك أثناء انعقاد ما سمّي لقاء جهات (وهو اللقاء الذي تتمّ فيه مبايعة الكاتب العام من قبل ممثّليه في الجهات لا لقاءا مفتوحا لكل النقابيين لتدارس مشاغل القطاع ) عمدت هذه النقابة على تجاهل مطالب العديد من النقابيين في العديد من الجهات بضرورة طرح محضر الاتفاق على بساط البحث و عملت على التشويه والتضليل والمغالطات وصورت أن ما قامت به يعد إنجازا عظيما ولا ينقصه إلا الهروب إلى الأمام بالتنديد بمجزرة بيت حانون و التصدي للإمبريالية في العراق، فهي حريصة على توظيف كل شيء للتعويض عن فقدانها التمثيلية الفعلية لقطاع التعليم الثانوي.

فلقد أثبت ذلك اللقاء (لقاء الجهات) ممّا لا يدع مجالا للشّك إصرار هذه النقابة على الممارسات اللاّديمقراطيّة و خوفها من منخر طيها و إصابتها بالرّعب من مواجهتهم و منذ ذلك اللقاء تستفيد هذه النقابة من:
عدم بلورة خطة للعمل أو مشروع بإمكانه مواجهة الأساليب اللانقابية.
عدم المواجهة المنظمة والواعية للأساليب المتخلّفة في الحقل النقابي المعتمدة من قبل هذه النقابة.
الاقتصار على مشاكسات لهذا النهج هنا وهناك بصفة فردية ودون الارتكاز على خطة واضحة المعالم لمواجهة التخلّف النقابي.
تردّد "المستائين" في مواجهة حملة التشهير الممنهجة التي تعتمد عليها النقابة العامة عبر مواليها للتشكيك في أهدافهم وإظهارهم على أنهم
· خطر على وحدة القطاع مقتدين (النقابة العامة وزبائنها) بنفس أساليب السلطة التي يدّعون مواجهتها.
· موالون" لفلان أو علان".
و كل ذلك لعرقلة دور هؤلاء" المستائين" وهو السلاح الناجع للهيكل الحالي حيث يتعاطى مع المنخرطين لا بصفتهم هذه بل كأعضاء لجماعة هذا أو ذاك.
و هذا ما شجع الهيكل الحالي على الاستمرار في نهجه من سيّئ إلى أسوأ فهو يريد اليوم (فيفري 2007) أن يؤكّد على مشروعيته النقابية بمغالطة جديدة حول مغالطة قديمة. كيف؟
بعد أن عمد و عمل كل ما في وسعه على إقناع "جمهوره" بأنه أنجز اتفاقا عظيما يعدّ هذه الأيام العدّة لتعبئة مواليه و ممثليه في الجهات، موظفا أحداثا بالتضخيم أو التقزيم و إعلان حالة الطوارئ بالنفير العام -ليس من أجل مطالب ولكن من أجل شرعية محل جدل- حول ماذا؟ "سلطة الإشراف تنكرت للاتفاق". أمّا أي اتفاق؟ و ما هي بنوده؟ وكيف تمّ التوافق حول هذا الاتفاق؟ وما هو موقف المنخرطين في قطاع التعليم الثانوي من هذا الاتفاق؟ و ممّن يستمدّ هذا الاتفاق مشروعيّته؟ و ما علاقة هذا الاتفاق بلائحة المطالب التي أضرب من أجلها هذا القطاع سنة 2005-2006؟ فالنقابة تتهرّب من جميع هذه الأسئلة وحين تحاصر بها فحجتها المركزية "حتى المكتب السابق أنجز اتفاقية بمثل هذه التعاسة" فمن جهة يعدّ ذلك نقضا لما يدعون له في العلن بضرورة تفعيل الاتفاق إذ لا يمكن لقاعدة نقابية تفعيل اتفاق بائس، و من جهة أخرى اعتراف هذا المكتب بأن سبب وجوده هو افتكاك المكتب النقابي من أصحابه الذين سبقوه (مثل صراع العصابات).
و هذا يعني أن البؤس الحالي يستمد مشروعيته من البؤس السابق.

ما المطلوب؟
إننا نرى أن على هؤلاء" المستائين" توحيد جهودهم و العمل على فرض جدول أعمال داخل القطاع موضوعه:
1. تمثيلية قطاع التعليم الثانوي نقابيا بالاعتماد على الأساليب النقابية الديمقراطية التي تقطع مع أساليب المحاصصة العشائرية و أشكال الابتزاز والمغالطة.
ضرورة إرساء تقاليد نقابية جديدة في كيفية التعاطي مع مطالب القطاع وفي علاقة المنخرطين بالهياكل

و لن يتم ذلك دون التصدي لإعلانات حالة الطوارئ التي هدفها الأول إكساب مشروعية لاتفاق لا مشروعية له ومصادرة الحق النقابي. إن الأساليب المتبعة من قبل المكتب الحالي تعد بامتياز أساليب لمصادرة الحق النقابي لذلك فإننا نرى العمل على:
. التعريف بجميع الخروقات لتي يقوم بها هذا المكتب النقابي في مجال الحقل النقابي.
العمل على فضح، وبشكل علني و في جميع الملتقيات النقابية، كل أساليب الابتزاز المتبعة من قبل المكتب النقابي.
عدم التعاطي مع الأخبار المضلة التي يروّجها موالو هذا المكتب و الاعتماد على معطيات وأخبار دقيقة و مواجهة هؤلاء الموالين في جميع الاجتماعات و الأماكن العامة.
. إصدار بيانات للتعليق و التوزيع لدحض الادعاءات والمغالطات.
. عدم الالتزام بجميع القرارات اللاديمقراطية الصادرة عن هذا المكتب.
التأكيد بأن دوافع التصدي للنّهج اللانقابي الحالي هي دوافع الالتزام بجملة من المبادئ النقابية الديمقراطية وليست لنصرة هذا عن ذاك .فللمكتب السابق والحالي نفس النهج والآليات.
بعث هيئة أو لجنة أو...... على المستوى الوطني لتنسيق أعما ل "المستائين" .
من أجل الديمقراطية النقابية
( مجموعة من النقابيين الديمقراطيين بالتعليم الثانوي (تونس ) فيفري2007